هممهم على إحياء أعلامه ومراسمه واتعبوا أنفسهم في إيضاح طُرُقه ومراسمه فشكر الله مساعيهم الجميلة ومُجاهداتهم البليغة. ومنهم السيّد السّند والعدلُ المعتمد المحقق المدقق، العارفُ بشرائع الإسلام والخبير بقواعد الأحكام مُروّج الأحكام ثقةُ الإسلام، عُمدةُ العلماء العاملين وقُدوةُ الفقهاء والمجتهدين قُرّة عيني المتُحلّي بكلّ زين الآقا حسين الطّباطبائي البُروجردي دامت فضائلُهُ فإنّهُ قد تشرّف سنين كثيرة في قُبة الإسلام المشهد الغروي على مشرّفه أفضلُ صلوة وتحية وقد بذل مُجاهدات بليغة ومساعي جميلة مقروناً بالتّوفيقات الخاصّة الإلهية في تحصيل العُلوم الشّرعية العقلية والنقلية واستفاد في محضري جلّ المسائل الأصوليّة وعمد المسائل الفرعية غير مكتف بالسّماع عن التّحقيق وبالنّظر عن التّحديق بل أمعن النظر في المباني حقّ الإمعان وأتقن الدّلائل غاية الإتقان حتى فاق الأفاضل العظام والأماجد الأعلام وصار ذا الملكة القُدسيّة وبلغ من حضيض التّقليد إلى اوج الاجتهاد المطلق فلهُ كل المناصب الثّابتة للمجتهد المطلق من الإفتاء والقضاء وغيرهما، ويجبُ على النّاس اتّباع حكمه، ويَحرم عليهم ردّه ونقضُهُ فانّهُ استخفاف بحكم الله تعالى على ما هو مقتضى قول أبي عبد الله الصّادق ـ عليه السّلام ـ في مقبولة عمر بن حنظلة حيثُ قال: انظُرُوا إلى رجل منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فارضوا به حكماً فإنّي قد جعلتُهُ عليكم حاكماً، فإذا حكم بحُكمنا فلم يقبل فإنّما بحكم الله استخف وعلينا قد ردّ، والرّادُ علينا الرّاد على الله وهُو في حدّ الشّرك بالله.