الواقعية والفطرية، والتوازن، والشمول، والخلود، والخاتمية، والوسطية، والترابط، والعالمية وأمثالها. وعلى أي حال؛ فانه لم يبق مجال للتقليل من دور الاجتهاد في عملية معرفة الشريعة الإسلامية وتطبيقها. نشوء المذاهب الإسلامية ومن الواضح انه لم يكن هناك شديد حاجة للاجتهاد في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ان كانت الاحكام والمفاهيم تؤخذ مباشرة منه، وربما اجتهد بعض الصحابة فاقرهم الرسول على ذلك.([3]) وكان الاختلاف بسيطا، وعندما اتسعت الرقعة الإسلامية نزلت آية النفر التي قررت واقعا وشرعت أساسا للاجتهاد وحجية خبر الواحد، فقال تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). ([4]) ولكن وتيرة الاجتهاد ارتفعت بطبيعة الحال بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهكذا استمرت بشكل اشد في عصر التابعين إلاّ ان المذاهب لم تظهر بشكل واضح و محدد المعالم إلاّ بعد هذا العصر. ويرى الأستاذ السياس ان العالم الإسلامي شهد منذ أوائل القرن الثاني وحتى منتصف القرن الرابع 138 مدرسة ومذهبا فقهيا، حتى ان الكثير من البلدان كان يمتلك