اما ما ينفر السنة من الشيعة فقد أشار إلى انه ذكر بعضها في ثنايا الكتاب وأكد على عدم صحتها. ب ـ وركز على فتاوى التكفير الصادرة من البعض كالشيخ نوح الحنفي وغيره وناقش الأدلة التي سيقت تبريرا لها دليلا دليلا، واعترض على خصوص تعبير الشيخ الحنفي عن الشيعة بأنهم كفرة بغاة فجرة، وان من توقف في كفرهم والحادهم ووجوب قتالهم وجواز قتلهم فهو كافر مثلهم!! وحكم بوجوب قتلهم تابوا أو لم يتوبوا واسترقاق نسائهم وذراريهم(ص196). والحقيقة هي ان كل منصف عاقل يستسخف هذه الفتاوى. وأطنب السيد في مناقشة حججه وأدلته. ج ـ ثم تحدث عن دور الكذابين المفرقين من بعض الكتاب حيث نسبوا للشيعة أموراً كثيرة يبرأون منها. وذلك أما أرضاء للسلطات الحاكمة (ص223) على مر التاريخ، أو إبعاداً للأمة عن سماع أقوالهم وتنفيرها منهم، أو لالتباس الأمر على هؤلاء الكتاب لرؤيتهم أقوالا لغلاة ينتسبون للشيعة فنسبوها للتشيع، والتشيع الإمامي نفسه يتبرأ من الغلاة ـ وهذا ما اشرنا إليه سابقاً ـ. وختاماً نقول: اننا حاولنا ان ننقل بأمانة ما ذكره العلامة شرف الدين، وربما جمعنا أطراف بعض الأفكار لبيان تجلي هذه الخطوط في هذا الكتاب القيم، ولم نتعرض لأفكاره في كتبه القيمة الأُخرى لان ذلك يتطلب جهداً اكبر ووقتاً أوسع لم نكن نمتلكه. والأمر الذي لاغبار عليه انه (رحمه الله) كان يتشوق من جهة إلى وحدة هذه الأُمة، وانفتاح بعضها على البعض الآخر، كما كان من جهة أُخرى ملتزماً بمذهبه تمام الالتزام منافحا مدافعاً مثبتا له بقوة.