ثالثا: ان الحياة التعبدية بالمعنى الخاص للعبادة واحدة في الشكل والمضمون واللغة ـ وان اختلفت اللهجات ـ. رابعا: وحدة المشاعر والأحاسيس والعواطف تجاه المفاهيم والحوادث. خامسا: وحدة الطرق العامة للعيش، المأكل والملبس والسلوك الفردي والاجتماعي، وان اختلفت التفاصيل. سادسا: الشعور العام لدى المسلمين بالترابط الكوني والتشريعي، فالظلم نتيجته الانهيار الحضاري، والشكر نتيجته الرخاء والعزة ـ مثلاـ. سابعا: التوازن العام في الشخصية لدى المسلم، فلا هو جبري ولا هو تفويضي، بل هو يدرك – مهما كان ساذجا – انه مسؤول عن ما يفعل فهو حر، ولكنه يدرك أيضاً دور الإرادة الإلهية في مسيرته العامة. ثامنا: الإيمان الفردي بالواجبات الاجتماعية تجاه المسلمين جميعا، والإيمان الاجتماعي تجاه كرامة الفرد وحديثه. تاسعا: الإيمان بالفطرة الإنسانية وتميز الإنسان عن الحيوان والجمادات، مما ينتج مقولات إنسانية كالحق والخلق والعدالة ويفرزها عن الحياة الحيوانية. وهكذا نستطيع ان نستمر في تعداد هذه المشتركات الثقافية. وليس ذلك إلاّ لوحدة الأسس المعرفية لدى المسلمين. فلنعمل على تقوية الأسس، وتوضيح ما ينبثق منها، وتركيزه في نفوس المسلمين ليتحقق التقريب. والتقريب الفكري هو من أهم ما يجب التركيز عليه، وذلك تقوية لوحدة المواقف العملية; وهو ما نستهدفه في هذا الكتاب.