نعم، ان الاستكبار العالمي يخشى هذه الوحدة التي تبشر بها هذه الصحوة الإسلامية الكبرى، وعلينا ـ نحن المسلمين ـ ان نعد لهذه الخشية، فنزداد إصرارا على المسير، ونزيد من عزائمنا في سبيل هذه الوحدة الكبرى. ومن هنا، جعلت الثورة الإسلامية شعار تحقيق الوحدة الإسلامية الكبرى في طليعة شعاراتها، وراحت تعمل بكل جهد على تحقيقها متجاوزة كل ما يزرعه الكفر العالمي في طريقها من عقبات، هازئة بكل التهم والدعايات، وكل ما يقوم به عملاء الاستكبار من إثارة للعنعنات والطائفيات وما تروجه الأقلام العميلة من روح قومية ممزقة، وشعارات وطنية مفرّقة، وغير ذلك. ولهذا، وجدنا قادة الثورة الإسلامية ممن يتبنون هذا الخط المبارك ويدعون له بكل قوة من خلال لقاءاتهم وكتاباتهم وخطبهم ومواقفهم في الأوساط الفقهية والسياسية وعقد المؤتمرات وإقامة المؤسسات المتخصصة منطلقين بذلك من وعيهم للإسلام العظيم، ولخصائص الأُمة الإسلامية، وللظرف المحيط بهذه الأُمة، واهتمامهم العالمي بالإنسان والإسلام أينما كان. وما تأسيس القائد الكبير آية الله الخامنئي لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية إلاّ خطوة على هذا الطريق اللاحب. وإذا رأينا هذا الهجوم الشامل على الثورة وقادتها فإنما يعبر ذلك عن حقد الكفر العالمي عليهم وعلى هذه الرسالة العالمية الكبرى التي اضطلعوا بحملها وتأكيدها. اننا نعتقد ـ بكل وضوح ـ ان سبيلنا الحقيقي هو سبيل الوحدة الإسلامية الكبرى، ولذا فلن نضعف عن الدعوة إليها والاستجابة لنداء الإمام القائد الكبير لتحقيقها، وكلما زاد أوار الحملة ضدنا فلن يزيدنا ذلك إلاّ إصراراً على اللقم وصبراً على مضض الألم وإيماناً بالنصر المؤكد. فإلى الوحدة أيها المسلمون، ولتعلموا انها قدرنا ومستقبلنا الذي نريد ان نصنع،