أقول: وهيهات أن يرتدع طغاة عصرنا من أمثال بهلوي وصدام وغيرهما، وهم كثيرون بأمثال هذه النصائح الرقيقة الوديعة. هذا الاتجاه الأول. والاتّجاه الثاني: بعكس ذلك، يذهب إلى مقارعة أئمة الظلم، والتشنيع عليهم، ورفضهم، والكفر بهم، والنهي عن الركون إليهم كما أمرنا الله تعالى. ففي خبر جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكّوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم»[511]. وفي خبر يحيى الطويل، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام): «ما جعل الله بسط اللسان وكفّ اليد، ولكن جعلهما يبسطان معاً ويكفّان معاً»[512]. وخطب أمير المؤمنين الناس بصفّين، فقال: «أيّها المؤمنون، إنّه مَن رأى عدواناً يُعمل به، ومنكراً يُدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومَن أنكره بلسانه فقد أُجر، وهو أفضل من صاحبه، ومَن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونوّر في قلبه اليقين»[513].