في وقتها، ثم أُدرج هذا الحوار في كتاب بعنوان «حوار حول التسامح والعنف». وفي هذا الحوار ناقشت الفقهاء الذين يذهبون إلى وجوب طاعة الحاكم الظالم، واحتججت على حرمة طاعة أئمة الجور والطغاة المسرفين، الذين يفسدون في الأرض وينتهكون حدود الله، بالكتاب وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسيرته صلى الله عليه وآله وسيرة أهل بيته (عليهم السلام). كما تمسّكت بالكتاب والسنّة على وجوب الخروج والتمرّد عليهم، ورفضهم، وإعلان البراءة عنهم، وحرمة التعاون معهم، ووجوب مواجهتهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي هذا البحث أدرج طرفاً من أدلّة حرمة طاعة أئمة الجور والحكّام العُصاة المفسدين، ووجوب الخروج عليهم، وحرمة التعاون معهم، ووجوب رفضهم وإعلان البراءة منهم... ممّا ذكرته في الكتاب المتقدّم. أ) الاحتجاج بكتاب الله تعالى آية الأمر بالكفر بالطاغوت يقول تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إلى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ)[386]. مَن هو الطاغوت ؟ ورد في تفسير «الطاغوت» في شأن نزول الآية: أنّه كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فكان المنافق يدعو إلى اليهود لأنّه يعلم أنّهم يقبلون الرشوة، وكان اليهودي يدعو إلى المسلمين لأنّه يعلم أنّهم لا يقبلون الرشوة،