ملك الله تعالى، ولا يملك الإنسان من أمر نفسه شيئاً. و«الديمقراطية» وإن ظهرت في الغرب المسيحي المؤمن بوجود الله تعالى بصورة مبدئية، إلاّ أنّها في جوهرها نظرية ماديّة قائمة على أساس الإلحاد بالله تعالى، ونفي وجود الله، وعدم الاعتراف بملكه للإنسان وللكون، ولسلطانه على الإنسان والكون. ولذلك فهي نظرية ماديّة قائمة على أساس إلحادي، ولا يمكن توجيه وتفسير هذه النظرية من وجهة نظر المؤمنين بالله تعالى، مهما كان الدين الذي ينتمون إليه. ولكيلا يخطر على بال القارئ أنّ هذا النقد يشمل نظرية «الميثاق» التي نؤمن بها أيضاً، كما يشمل نظرية «العقد الإجتماعي»، وأنّ كلتا النظريتين تقومان على أساس ولاية الإنسان على نفسه، فتنيط إحداهما الأمر بالله تعالى ورسله وأوليائه، وتنيط الأُخرى الأمر بالدولة المنتخبة. فتكون ولاية الإنسان على نفسه هو الأساس في كلتا النظريتين، غير أنّ الإنسان ينيط هذا الحقّ بالله في نظرية «الميثاق» وبالدولة في نظرية «العقد». لكيلا يخطر على بال أحد هذه الشبهة نقول: إنّ نظرية «الميثاق» لا تقوم على