أساسيان، وهما: حاكمية دين الله على حياة الناس، و «نظام» الجماعة المسلمة في حياتها وحركتها على وجه الأرض، ونحن إن شاء الله نتحدّث عن «الولاية» أولاً، ثم نتحدّث عن «الطاعة» ثانياً. معنى الولاية هذه الكلمة تعتبر من أهم أُسس فهم المجتمع الإسلامي، والنسيج الذي يتألّف منه هذا المجتمع والذي يعبّر عنه القرآن بالأُمة الوسط: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)[280]. ونحن لا نريد أن ندخل تفاصيل هذا البحث العميق في الإسلام، وإنّما نريد فقط أن نقتصر في هذا البحث على العلاقة القائمة بين الإمام والرعية، والتي سمّيناها بالعلاقة النازلة. وهذه العلاقة قائمة على أساس فكري واضح ومحدّد، توضّحه الآية 23 من سورة الأحزاب المباركة بصورة دقيقة، يقول تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ). وهذا المعنى من «الأولوية» الثابتة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في محكم القرآن هو الثابت لأئمة المسلمين من بعده. ونحن نبحث عن معنى الولاية الثابتة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الآية المباركة، ثم نبحث عن تعدية هذه الولاية لأئمة المسلمين وولاة الأمر من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). إنّ هذه الآية الكريمة من سورة الأحزاب واضحة في تشخيص وتحديد العلاقة التي تربط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأمة، وهي علاقة الأولوية (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ). ومعنى «الأولوية»: تقديم إرادة رسول الله على إرادة المؤمنين بأنفسهم،