شديداً زلزلهم عن مواطئهم، وأطار قلوبهم شعاعاً إذ خيِّل إليهم وهي تطلّ بطلعتها عليهم، أنّهم يرون الرسول[1596]. ويوم علمت أنّ أبا بكر قد أجمع على منعها أرض فدك، لاثت خمارها على رأسها، وأقبلت في لمّة[1597] من حفدتها تطأ ذيولها، ما تخرم شيئاً من مشية رسول الله. وأثر عن السيدة عائشة أنّا قالت: ما رأيت أحداً من خلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله من فاطمة[1598]. وما قالت عائشة عن المشابهة بين الزهراء وبين أبيها، قد بلغ من الشهرة والذيوع ما لا حاجة معه إلى تقصّي حقيقته بغربلة الروايات والموازنة بين الرواة.