كلمة المحقّق الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيّبين الطاهرين ولاسيّما بضعته الزهراء البتول، وعلى صحبه الأبرار المنتجبين. وبعد، فإنّ من نافلة القول أن ادّعي بأنّني أحد قرّاء أعمال وكتب الأستاذ المرحوم الدكتور عبد المقصود، والمتابعين بشغف لأغلب كتاباته القيّمة، وأحد المنجذبين بقوة لمطالعة مؤلّفاته التي لا يبعد أن يجد المرء نفسه أمام لوحات فنّية خلاّبة، ملؤها الصدق والإخلاص، والشجاعة التي قلّ مثيلها... كلّ ذلك جعلته يبرز بقوّة أمام حشود الكتّاب المصريّين ويرتفع عالياً حتّى كاد ليلمس السحاب! إنّ ريادته للمواقع التاريخية، وتعرّضه ـ بحثاً وتحليلاً ودراسةً ـ لمواضيع يكاد يرغب الناس عنها، لا زهداً فيها، بقدر ما هو خشية من بعض «المطبّات» التي قد تعترض السبيل، لأدلّ دليل على صلابته وشجاعته، وقوّة يقينه بأنّنا في حاجة ماسّة إلى دراسة التاريخ بتأمّل وموضوعية علمية محضة، مجرّدة عن الانحياز نحو الميول المذهبية أو القومية، بل وفي حاجة أشدّ إلى دراسة ما نُشر عن تاريخنا الإسلامي ـ في الغرب أو الشرق ـ بصورة معمّقة، ليتعرّف الناس على مدى صحّة ما نُشر، وسلامة ما نُقل، ووثاقة ما روي، وليميّزوا بين الحقّ والباطل، السمين والغثّ، بعيداً عن كلّ عمليات التحريف والتزييف. ولذا ليس من الغرابة بشيء أن أتقبّل عملاً كلّفني وشرّفني به المركز العلمي الأغرّ، وهو تحقيق وتوثيق كتاب «في نور محمد: فاطمة الزهراء» الذي هو آخر ما