اللوحة الأُولى قتلة الأنبياء تواتلت مواكب الشهداء ... فالطريق للجهاد مفتوح، معالمه جَمْد دماء، السيوف تعرشه، المنايا تفرشه، إلى اليمين جرحى، وإلى اليسار أشلاء، أينما نظرت رأيت المجاهدين يستبقون عليه كأنّهم أفراس رهان. وما لهم لا يسرعون إلى آجالهم وإنّ الجنة لمنتهاه؟ وحياة الخلد؟ ولقاء الله؟ ومنذ تخلّفت قريش عن الكرّة التي توعّدت بها المسلمين ساعة ارتحالها عن أرض «أُحد»، وترك أبو سفيان صرخته: «أعل هبل!» تصطرع في فضاء الوقعة مع صرخة عمر: «الله أعلى وأجلّ» ... منذئذ هدأت المعامع[1250] بعض هدوء، وسكنت هوناً القعقعة[1251]، وخفت صوت الصليل، وأقلع غيم النقع عن وجه السماء بالمدينة، وأوشك الناس أن يسمعوا السلام يطرق الباب. * * * ولقد يحسب امرؤ عندئذ نفس فاطمة غير مهيّأة للشعور بالطمأنينة. ليس هذا لأنّ سرايا حزب الله كانت تنطلق هنا وهناك في المخاطر، ولا لأنّ