ثم أضاف عليه صلوات الله وسلامه يعلن إبرام العقد، ويُشهد الناس: «إنّ الله أمرني أن أزوّج فاطمة بعلي بن أبي طالب: ابن عمي ... فاشهدوا أنّي قد زوّجته بها ...»[1095]. فارتضى علي ... وارتضت فاطمة. وباركهما الرسول: «اللّهم إنّهما منّي، وأنا منهما، اللّهم كما أذهبت عنّي الرجس وطهّرني، فأَذْهِب عنهما الرجس وطهِّرهما، وطهِّر نسلهما»[1096]. فهل أحد من خلق الله أحبّ إلى الله من رسول الله؟ وهل دعاء أحقّ بالاستجابة من هذا الدعاء الذي ينساب ضراعةً[1097] هي ذوب قلب، وترتيله وجدان، تزدلف[1098] إلى لطف الرحمة، وعظمة الجلال، في لحظة من لحظات التجلّي الإلهي على النبي في مرائيه وفي رؤاه؟