القلزم. يعني بالأول الصحابي عمار بن ياسر، وبالثاني مالك الأشتر رضي الله عنهما. قال في صبح الأعشى ج3 ص319 ما نصّه: ثم وليها (مصر) عنه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مالك بن الحارث النخعي المعروف بالأشتر، في وسط سنة سبع وثلاثين، وكتب له عنه عهداً يأتي ذكره في الكلام على العهود، فسُمَّ ومات قبل دخوله إلى مصر، انتهى. قال الجلالي: أورد العهد في ج10، ص12 وقد روى العهد بأسانيد متعدّدة،استوعبنا البحث حوله في مستند نهج البلاغة، فليراجع. ولايخفى أنّ مراد المقريزي بقوله: مصر هو خصوص القاهرة وحدها، ولايزال هو المتبادر اليوم عند المصريّين أنفسهم، ففي عام زيارتي لها (1386 هـ ) كان المصريون يعنون بمصر خصوص القاهرة، على خلاف غير المصريّين فإنّهم يعنون بمصر دولة مصر. وأمّا مرقد مالك، فقد عرفت أنّ المؤرّخين صرّحوا بأنّه نزل القلزم وتوفّي بها مسموماً، وقبره اليوم خارج القاهرة في منطقة تسمّى: القلج، وتبعد حوالي عشرة كيلومترات عن القاهرة، والقبر عامر مشيَّد، عليه قبّة عالية، وعلى القبر الشريف لوحة نصّها كالآتي: تلك آثارنا تدلّ علينا *** فانظروا بعدنا إلى الآثار سيدنا مالك الأشتر النخعي هو مالك بن الحارث النخعي الكوفي، أحد الأبطال المشهورين من شيعة الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وكان جليل القدر، متقدّماً عند الخليفة وتابعيه، ورئيس قومه، وكان ممّن شهد واقعة الجمل وصفّين، ولاّه عمر بن الخطاب[654] (رضي الله عنه) على مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة، فلمّا وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات رحمة الله عليه رحمة واسعة، فقد مات سعيداً