مالك الأشتر[653] قال فيه الإمام علي: «كان لي كما كنت لرسول الله (صلى الله عليه وآله)»، وقضى حياته لنصرة أهل البيت (عليهم السلام). ولمّا كانت مصر كلّها موالية لأهل البيت ما عدا قرية «خربتا» ـ ومنها ثار المسلمون في وجه الظلم الأموي ـ ونظراً لأهمّيتها في العالم الإسلامي، كان الجيش المعادي للإمام علي يحاول بشتّى الطرق أن لاتستمرّ فيها حكومة الإمام وولاته، وكان للإمام علي (رضي الله عنه) فيها أربعة ولاة، هم كالآتي: أولاً: محمد بن أبي حذيفة (اغتيل). ثانياً: قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي (استدعاه الإمام علي (عليه السلام) للمشاركة في حرب صفين). ثالثاً: مالك الأشتر، الذي قُتل مسموماً، وكان آخرهم. ولّى الإمام علي (عليه السلام) مالك الأشتر مصر في عام 37 هـ ، ولمّا أُخبر بذلك معاوية أرسل رسولاً إلى والي قلزم بأنّه سيعفيه عن الخراج ما دام حيّاً إذا تمكّن من اغتيال مالك، ولمّا نزل مالك القلزم أكرمه غاية الإكرام، ثم سقاه شربة عسل مات على أثرها، وأبلغ معاوية بذلك، فقال: كان لعلي يمينان: قُطع أحدهما بصفّين، والآخر في