السيدة كلثوم إنّما هو الموجود بموضع يعرف بمقابر قريش بجوار الخندق... أمّا بالنسبة لتحديد مكانه في العصر الحديث، فهو يقع بمنطقة القرافة بالقرب من مشهد يحيى الشبيه. ويرجع بناء هذا المشهد فوق مقبرة السيدة كلثوم إلى عام 516 هـ /1122م. كما يبعد هذا المشهد كذلك مقدار مائة ياردة عن ضريح أبي منصور الثعالبي[632]. ويتكوّن المشهد حالياً من زاوية بسيطة مغطّاة بسقف خشبي، يتوسّطها الضريح، ويعلو المحراب الرئيسي طاقية على شكل محارة، وهي تعتبر الأُولى من نوعها في مصر، وتشمل هذه الزاوية إلى جانب الضريح مساحة مستطيلة يتوسّطها أربعة أعمدة، يعلوها كمر خشبي يحمل السقف الذي بُني حديثاً، ويتوسّط هذه الأعمدة مقصورة خشبية تحيط بالتركيبة التي تعلو قبرها. أمّا محراب الزاوية فهو مجوّف من الحجر المنحوت، وبه زخارف حجرية منحوتة أيضاً... وعلى يسار هذا المحراب محرابان صغيران لايوجد بهما زخارف. كما يوجد شاهد مثبَّت على الجدار في موضع رأسي، تحته مباشرة شاهد آخر مثبَّت أُفقياً. وعلى الشاهد الأول، نقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تشهد به فاطمة بنت يحيى، تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحقّ، وأنّ الله باعث من في القبور، على ذلك حيت، وعليه ماتت، وعليه تُبعث إن شاء الله، غفر الله ذنبها، وفسح لها في قبرها، وألحقها بنبيّها محمد (صلى الله عليه وآله). توفّيت في شهر المحرّم سنة اثنتين ومائتين». أمّا الشاهد الثاني، فيتكوّن من سبعة أسطر، ويبدأ بالبسملة، فسورة الإخلاص، ويحمل اسم نصر الله، لأربعة خلون من شوّال سنة أربع وخمسين!