وقد أكّد ذلك كتاب «الكواكب السيارة» لابن الزيّات عندما قال: إنّها تزوّجت وحصل لها أولاد، وقد انقرضت ذرّيتها، وقيل: إنّ معها في قبرها جماعة أولادها، وقيل: لم يكن بالمشهد غيرها. توفّيت السيدة كلثوم بعد والدها القاسم الطيّب، وذلك في نهاية القرن الثالث الهجري. علمها وورعها لقد تربّت هذه السيدة صاحبة هذا المقام المنير في حجر والدها القاسم الطيّب... الذي قيل: إنّه كان أحفظ الناس لحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما كُتب عنه أربعمائة محبرة، وتأثّراً وتأسّياً بوالدها العالم والتقي الجليل القاسم الطيّب فقد حفظت السيدة كلثوم كلّ ما كُتب عن والدها، وكانت تحدّث به بعد وفاته، وقد ذكر الإمام الرازي: أنّ أتباع القاسم كانوا يعرفون بالطهّارة.. أمّا الأسعد النسّابة فقال كذلك: كانوا يعرفون بالكلثميّين، نسبةً إلى هذه السيدة الطاهرة. أمّا المقريزي[629] فقد وصفها في كتابه بأنّها من السيدات الزاهدات العابدات، وقد اختلط الأمر على بعض كتّاب السير والتراجم بين السيدة كلثوم والسيدة أم كلثوم ابنة الإمام محمد بن جعفر الصادق (عليهم السلام); ذلك لأنّ الأخيرة مدفونة بمشهد آخر يُعرف بمشهد الضياء... والسبب في هذا الخلط ـ كما تؤكّد ذلك الدكتورة سعاد ماهر [630]ـ أنّ كلاً من هذين المشهدين موجود بطريق الإمام الليث بن سعد. وصف المشهد ذكر الإمام تقي الدين المقريزي في كتابه عن خطط القاهرة[631]: أنّ مقبرة أو مشهد