فإنّي أستحي من الله أن يراك على بابي[15]. أمّا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقد قال للإمام الحسين رضي الله عنهما حين علم أنّه كان قادماً إليه، فلمّا قابله عبدالله بن عمر في الطريق قال له: إنّ أبي مشغول ببعض الأُمور، فرجع، فلمّا علم عمر بذلك نهر ابنه، ودعا الحسين واعتذر له، وقال له: حتّى وإن كنت أنا مشغولاً فلا أنشغل عنك، فأنت ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقضى له حاجته بعد أن اعتذر له عمّا بدر من ابنه عبدالله[16]. وما أروع ما قال الفرزدق في مدح آل البيت في شخص الإمام زين العابدين ابن الحسين رضي الله عنهم جميعاً، مبيِّناً فضلهم: من معشر حبُّهم فرضٌ وبغضهمُ *** كفرٌ وقربهمُ منجىً ومعتصمُ يستدفع السوء والبلوى بحبِّهم *** ويستزاد به الإحسانُ والنعمُ مقدَّم بعد ذكر الله ذكرهم *** في كلِّ بدء ومختوم به الكلمُ إن عُدّ أهل التقى كانوا أئمّتهم *** أو قيل: من خير أهل الأرض؟ قيل: هم لا يستطيع جوادٌ بعد غايتهم *** ولا يدانيهم قومٌ وإن كرموا[17] وفي الأثر: «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذرّيتي، والقاضي حوائجهم، والساعي لهم في أُمورهم عندما اضطرّوا إليه، والمُحبّ له بقلبه ولسانه»[18].