وأُمه أُم ولد... وهي امرأة كانت مملوكة لأبيه، وإليه تنسب طائفة الزيدية، وهي إحدى الطوائف الشيعية، وأكثرها اعتدالاً وقرباً إلى أهل السنّة. وكان خلفاء بني أُمية يهابون زيد بن علي زين العابدين ويخشونه، ويقولون عنه: إنّ له لساناً أحدّ من السيف، وكلاماً أبلغ من السحر[593]. وعندما نقرأ سيرة هذا الإمام الذي ينتسب إلى آل البيت... نجد أنّه حاول في مسيرته نحو تحقيق حلم الخلافة اتّباع خطوات جدّه الإمام الحسين.. ثم جدّه الأعلى الإمام علي رضي الله عنهم أجمعين. وقد بدأ تحقيق أولى خطوات الحلم بتكوين جيش صغير من مجموعة من أتباعه... ثم ثار بعد ذلك إلى الكوفة، ولكنّه همّ بالرجوع إلى المدينة المنوّرة، فتتبّعه أهل الكوفة وأقنعوه بالبقاء لمحاربة بني أُمية، وتحقيق حلمه وحلم أجداده!! والغريب فيما يرويه التاريخ: أنّ أهل الكوفة قد أعطوه ميثاقاً... رغبةً منهم في أن يكون هذه الزمان الذي يهلك فيه بنو أُمية، وما زالوا على ذلك حتّى أعادوه إلى الكوفة... وهم في ذلك قد اتّبعوه معه نفس ما اتّبع مع جدّه المباشر الإمام الحسين، وجدّه الأكبر الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام). ولمّا علم بذلك الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك[594]... حدّث في شأنه أمير