في المدينة، وفي بيت جدّته السيدة فاطمة الزهراء، وذلك في يوم الخميس السابع من شعبان في السنة السابعة والثلاثين من الهجرة[589] وقد علّمه والده الإمام الحسين علوم الدين وهو طفل، فنما والدين يملأ عقله وقلبه، وكما مرّ علينا من قبل، فقد شاء القدر أن يسافر مع والده الإمام الحسين ليشهد موقعة كربلاء، واستشهاد أبيه، بل كان هو نفسه قاب قوسين أو أدنى من الموت لولا موقف عمّته السيدة زينب رضي الله عنها. اشتغل الإمام علي زين العابدين بالتجارة، ففاضت عليه بالرزق الوفير... وقد خصّص جانباً كبيراً من ماله لتحرير الموالي، الذي كان يشتريهم ويؤدّبهم بأدب الإسلام، ثم يعتقهم لوجه الله. والغريب أنّ الإمام الشعراني قد ذكر في طبقاته أنّ علياً زين العابدين، عندما مات نقل جثمانه الشريف إلى القاهرة في عام 529 هـ [590]، بل وهناك رواية أُخرى تقول: إنّه وفد إلى مصر بصحبة عمّته السيدة زينب![591]. هذا عن الأب.. أمّا عن زيد بن علي زين العابدين، فقد ولد عام ثمانين من الهجرة[592]،