أمّا عن السبب في تسمية المسجد باسم مسجد تبر، فيرجع كما يقول المقريزي: نسبة إلى «تبر»، أحد الأمراء الأكابر في أيام الأستاذ كافور الأخشيدي، فلمّا قدم جوهر القائد من المغرب بالعساكر ثار تبر الأخشيدي هذا في جماعة من الكافورية والأخشيدية وحاربه، فانهزم بمن معه إلى أسفل الأرض، فبعث جوهر يستعطفه، فلم يجب، وأقام على الخلاف، فسيّر إليه عسكراً حاربه بناحية صهرجت، فانكسر وصار إلى مدينة صور التي كانت على ساحل البحر، فقبض عليه بها وأُدخل إلى القاهرة، فسجن إلى صفر سنة ستين وثلاثمائة، فاشتدّت المطالبة عليه، وضُرب بالسياط، وقُبضت أمواله، وحُبس عدّة من أصحابه بالمطبق من القيود إلى ربيع الآخر، ثم خرج وأقام أياماً مريضاً ومات[517]. ويضيف المقريزي: فسُلخ بعد موته وصُلب عند كرسي الجبل، ويقول ابن عبدالظاهر: إنّه حُشي جلدة تبناً وصُلب، فربّما سمّت العامة مسجده بذلك![518] وجاء في «تحفة الأحباب وبغية الطلاّب» للسخاوي[519]: وقد ظلّ هذا المسجد يعرف باسم مسجد تبر إلى عهد بعيد، ثم تحوّل إلى زاوية صغيرة، ثم اندثرت المباني وبقيت التربة فقط. ومن عهد قريب تطوّع الأهالي ببنائه، فأُعيد إلى شبه حالته سنة 1922 م. وهو باق إلى الآن بالمطرية بشارع البرنس «ماهر حالياً» يُعرف بجامع سيدي إبراهيم، وعليه ضريح يُزار، لكن بعض العامة تقول: إنّه إبراهيم الدسوقي! وهذا خطأ بطبيعة الحال. وتوجد زاوية سيدي إبراهيم في شارع ماهر «البرنس سابقاً» وعلى ناصية حارة سيدي إبراهيم، وتتكوّن من مبنىً مستطيل الشكل، مدخلها في الجهة الجنوبية، حيث يوجد بابان داخل حنيتين، يعلوهما عقد ذو ثلاثة فصوص، ويعلو الباب نافذة