ثم طيف به، ودُفن في الضاحية التي تُعرف بمنية مطر»[505]. وكذلك أورد القضاعي هذه الرواية، إذ يقول: «مسجد تبر بُني على رأس إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أنفذه المنصور، فسرقه أهل مصر ودفنوه هناك»[506]. وجاء في كتاب الولاة والقضاة: «ثم قدمت الخطباء إلى مصر برأس إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب في ذي الحجّة سنة خمس وأربعين ومائة لينصبوه في المسجد الجامع، وقامت الخطباء فذكروا أمره»[507]. وقد حقّق الشيخ الشبلنجي الاسم في كتابه «نور الأبصار في مناقب آل البيت» وانتهى إلى أنّه هو إبراهيم بن عبدالله المحض أخو محمد المهدي، وكان مرضي السيرة، من كبار العلماء، وروى أنّ الإمام أبا حنيفة بايعه، وأفتى الناس بالخروج معه ومع أخيه محمد. قال أبو الحسن المعمري: قُتل إبراهيم في ذي الحجّة سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن ثماني وأربعين سنة، وحمل ابن أبي الكرام رأسه الشريف إلى مصر[508]. وجاء في حوادث سنة 145 هـ في كتاب «العبر في خبر من غبر»: «فيها ظهر محمد بن عبدالله بن حسن، فخرج في مائتين وخمسين نفساً بالمدينة، فندب الخليفة المنصور لحربه ابن عمه عيسى بن موسى يدعوه إلى الإنابة، ويبذل له الأمان، فلم يسمع، ثم أنذر عيسى أهل المدينة ورغّبهم ورهّبهم أياماً، ثم زحف على المدينة، فظهر عليها، وبادر محمداً وناشده الله، ثم قُتل في المعركة وبُعث إلى المنصور»[509].