صاحبة هذا المشهد لابدّ وأن تكون من آل البيت، وإلاّ لما أقام الخليفة الحافظ القبّة الفاطمية التي ترجع إلى سنة 526 هـ عليها... وأضافت الدكتورة سعاد قولها: لذلك فإنّني أرجّح أن تكون صاحبة هذا المقام هي السيدة الفاضلة رقيّة بنت الرسول (صلى الله عليه وآله)، وشقيقة السيدة فاطمة الزهراء التي تنتسب إليها الدولة الفاطمية. لقد أكّدت معظم كتب التاريخ التي تناولت المشاهد والأضرحة... أنّ ضريح السيدة رقيّة رضي الله عنها، والموجود حالياً بشارع الخليفة، إنّما هو من مشاهد الرؤيا، والتي لا يوجد بها جثمان صاحبة المقام، وقد استند هؤلاء الذين أشاروا إلى ذلك إلى رواية ذكرها أحد السلف الصالح ويدعى عبدالله بن سعيد.. وجاء فيما رواه: أنّ الحافظ عبدالمجيد طلبه في الليل، فلمّا جاءه أخبره بأنّه رأى مناماً... فقلت له: ما هو؟ قال: رأيت امرأةً ملثّمةً، فلمّا سألتها: من أنت؟ قالت: بنت الإمام علي.. رقيّة! لقد جاءوا بنا إلى هذه المواضع فلم نجد بها قبراً... فأمر ببناء هذا المشهد، فبني، وهو مكان معروف بالدعاء[499]. وقد أكّدت هذا المعنى الدكتورة سعاد ماهر حين قالت: وعلى أيّة حال، فسواء أكان هذا المشهد للسيدة رقيّة صاحبة السيرة العطرة، أم رقية غيرها من آل البيت، فهي من مشاهد الرؤيا كما أجمع على ذلك كلّ المؤرّخين، مثل ابن الزيّات والسخاوي.. وغيرهما[500]. وصف الضريح ويقع ضريح السيدة رقيّة في الربع الكبير الذي يفصل بينه وبين شارع الخليفة أو بينه وبين جامع شجرة الدرّ المقابل باباً من الحجارة، محفوراً في أعلاه بيت يقول: