ودخل عليه أبوه يوماً وهو ينشد: أعاتك قلبي كلّ يوم وليلة *** إليك بما تُخفي النفوس معلّق ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها *** ولا مثلها في غير جرم تطلَّق لها خلقٌ جزلٌ ورأي ومنصب *** وخلقٌ سوى في الحياء ومصدّق فرقّ له أبوه وأمره أن يراجعها، فراجعها وقال: أعاتك قد طلّقت في غير ريبة *** وروجعت للأمر الذي هو كائن كذلك أمر الله غاد ورائح *** على الناس فيه أُلفة وتباين وأُصيب عبدالله بن أبي بكر بسهم في حصار الطائف، استشهد منه بعد عودته إلى المدينة، وحزنت عليه عاتكة حزناً شديداً، ثم تزوّجها عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)واستشهد عنها، ثم تزوّجها الزبير بن العوّام فمات عنها في موقعة الجمل، ثم تزوّجت محمد بن أبي بكر الذي تولّى إمرة مصر من قبل الخليفة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، فلمّا قُتل بمصر رثته عاتكة بقولها: إنْ تقتلوا وتمثّلوا بمحمد *** فما كان من أجل النساء ولا الخمر وخطبها علي بن أبي طالب بعد مقتل محمد بن أبي بكر، فقالت: إنّي أضنّ بك يا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على القتل. لقد علمت أنّ كلّ من يتزوّجها يُقتل، حتّى أصبح المسلمون يتندّرون قائلين: من أحبّ الشهادة فليتزوّج عاتكة! وقيل: إنّ الحسن بن علي تزوّجها، جاء ذلك في كتاب «الاستيعاب» لابن عبدالبر، ولم يذكر أنّ محمد بن أبي بكر تزوّجها، وجاء في كتاب «الأغاني» أنّ آخر أزواجها الحسين بن علي رضي الله عنهما[495].