ثم مات عنها، فخلف عليها عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، زوّجها إيّاه ابنها عبدالله بن حسن بأمرها، فولدت القاسم ومحمداً، الملقّب بالديباج، وقد لُقِّب بذلك لجماله، ورقية بني عبدالله بن عمرو، وكان يقال لعبدالله بن عمرو: المطرف; لجماله، فمات عنها. واستعمل عبدالرحمن بن الضحّاك بن قيس الفهري على المدينة، فخطب فاطمة بنت الحسين فقالت: والله ما أُريد النكاح ولقد قعدت على بنيَّ هؤلاء. وجعلت تحاجره، وتكره أن تباديه لخوفها إيّاه، وألحّ عليها، فقال: والله لئن لم تفعلي لأجلدنّ أكبر ولدك في الخمر! يعني عبدالله بن الحسن. فبينا هي كذلك، وكان على ديوان المدينة ابن هرمز، قال: فكتب إليه يزيد بن عبدالملك أن يرتفع إليه للمحاسبة، فدخل على فاطمة يودّعها، فقال: هل من حاجة؟ فقالت: تخبر أمير المؤمنين ما ألقى من ابن الضحّاك، وما يعترض به منّي. وبعثت رسولاً بكتاب إلى يزيد تذكر قرابتها ورحمها، وما ينال ابن الضحّاك منها، وما يتوعّدها به. فقدم ابن هرمز فأخبر يزيد، وقرأ كتابها، فنزل من أعلى فراشه فجعل يضرب بخيزرانة في يده، وهو يقول: لقد اجترأ ابن الضحّاك، من رجل يسمعني صوته في العذاب، وأنا على فراشي؟ ثم دعا بقرطاس فكتب إلى عبدالواحد بن عبدالله النصري، وهو يومئذ بالطائف: قد ولّيتك المدينة، فأغرم ابن الضحّاك أربعين ألف دينار، وعذّبه حتّى أسمع صوته، وأنا على فراشي[452].