فتردّ: لعمري لقد قتلت كهلي، وأبرت أهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت![418] تنتقل عينا ابن زياد فجأةً لتقع على قمر: ـ من هذا؟ ـ علي بن الحسين! ـ أَوَ لم يُقتل؟ ـ كان لي أخ يقال له أيضاً: علي، فقتله الناس. ـ إنّ الله قد قتله! ـ الله يتوفّى الأنفس حين موتها، وما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن الله! ـ اقتلوه! وتهبّ زينب: يا بن زياد، حسبك منّا! أما رويت من دمائنا؟ ويشاء الله أن يتوقّف ابن زياد عن القتل، ويأمر بجعل الأغلال في يد وعنق علي بن الحسين زين العابدين، الذي يقول عنه الخليفة عمر بن عبدالعزيز بعد سنوات: «سراج الدنيا وجمال الإسلام: زين العابدين!». تلتصق سكينة بعمّتها الجليلة والإباء يضني بكاءها. أليس هؤلاء الذين منذ قامت دولتهم، يسبّون من فوق منابر المساجد جدّها علي بن أبي طالب، وهم على وعي كامل بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من سبّ عليّاً فقد سبّني!»[419].