ثم أخرجت وصيفة لها قد روت الأشعار والأحاديث، فقالت: أيّكم الفرزدق؟ فقال: هأنذا قالت: أنت القائل: هما دلياني من ثمانين قامةً *** كما انحط بازٌ أقتم الريش كاسره فلمّا استوت رجلاي بالأرض قالتا *** أحيٌّ يرجى أم قتيل نحاذره فقلت: ارفعوا الأمراس لا يشعروا بنا *** وأقبلت في إعجاز ليل أبادره أبادر بوابين قد وكلا بها *** واحمر من ساج تبص مسامره قال: نعم. قالت: فما دعاك إلى إفشاء سرّها وسرّك، هلا سترت عليك وعليها؟ خذ هذه الألف والحق بأهلك. ثم دخلت على مولاتها وخرجت برسالتها، فقالت: أيّكم جرير؟ قال: هأنذا