من المدينة ـ خوفاً من اندلاع المزيد من الثورة ضدّ بني أُمية ـ أخذت تجمع حولها العلماء من أهل مصر من الذين أرادوا الاستزادة من علمها وورعها وتقواها حتّى بات لها مريدون كثيرون. وصف الضريح أجمعت المصادر التاريخية على أنّ ضريح السيدة زينب كان في بدايته زاوية صغيرة يقع في الضاحية البحرية من مدينة «الفسطاط»، حيث الحدائق الغنّاء المطلّة على الخليج المصري، الذي كان يمرّ من هذه المنطقة آنذاك. وقد دُفنت السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب في الدار التى أقامت بها لمدّة عام من بعد قدومها مصر، وهي بيت الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري، كما أُقيم الضريح حيث دفنت هذه السيدة الطاهرة، وهو لايزال موجوداً حتّى الآن، وكان الوالي الأموي يقيم آنذاك في منطقة بالفسطاط تُعرف باسم «الحمراء القصوى»، وهي منطقة كانت غنية بالبساتين والحدائق، وأمّا المنطقة التي يوجد بها الضريح الآن فكانت تُعرف باسم «قنطرة السباع» نسبة إلى السباع التي كانت موجودة على القنطرة التي أقامها على الخليج «الظاهر بيبرس»[305]، هذا الخليج كان يخرج منه الماء إلى فم الخليج وينتهى عند السويس، وكانت هذه السباع هي شارة «الظاهر بيبرس» الذي شيّد القنطرة. وفي عام 1315 هـ /1898م تمّ ردم جزء من هذا الخليج، وبردمه اختفت هذه القنطرة، ومع الردم تمّ توسيع الميدان. وتقول بعض مصادر التاريخ: إنّ هذا الخليج كان يستمدّ ماءه من نهر النيل عند