أُم الشهداء زينب بنت الإمام علي عليها وعلى أبيها السلام[276] صافيناز كاظم إن كنتُ قد قُتلت بكاءً عند أُمّك فاطمة، فكيف يكون حالي عندك يا زينب بنت علي؟ إلاّ أنّ الدموع لم تكن قطّ لترضيك، فكرهتها لمّا أتيتك، وبلعتها ناراً. وأمسكت شهقاتي، مكظومة، لأقف وراءك، أتعلّم كيف يكون الفعل حين لا يكون الوقت لائقاً للبكاء، وكيف يغرق الصدق في انهمار الدمعة الكذوب من عين الذي قَتل، والذي سلب، والذي انحاز للصمت، فجرت الدماء من تحت أنفه ولم يحرّك ساكناً، ثم أتى والرؤوس على الحراب، والخيام محروقة، والحرائر الكريمات سبايا، ثم أتى: يبكي! * * * حين سال النفاق دمعاً واختلط البكاء، سقطت معاني الشفقة، وأدركتها من فورك أنّ هذا البكاء مريب، فرفضت يا زينب المواساة، ورأيت العداء في النحيب، كما رأيته في النبال الساقطة على «عترة» جدّك المفدّى، والسيوف الذابحة أهل بيته،