السيدة زينب (عليها السلام)[210] علي أحمد شلبي بعد أن قتلوا الحسين في كربلاء واحتزّوا رأسه الشريف، اقتحم السفلة من جند ابن زياد ـ وما أكثرهم ـ فسطاط نساء أهل البيت وصاحباتهنّ، وأعملن فيه سلباً ونهباً وحرقاً، غير مبالين بأمر عمر بن سعد الذي أمرهم به من قبل، وغير مكترثين بحرمة الموت الذي يحيط بالنساء والأطفال من كلّ جانب، فأظهروا من القسوة والغلظة في معاملتهنّ ما لم يُعرف من قبل في مثل هذه المواقف المؤلمة. وبعد أن قضوا أَرَبهم، واتمّوا سلبهم ونهبهم، وأحرقوا الخيام بما بقي فيها من متاع لم يستطيعوا حمله معهم، ساقوا أسراهم وسباياهم من الأطفال والنساء، وكان فيهم ولدان للإمام الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهم جميعاً، استصغر الأعداء شأنهما وسنّهما، فتركوهما دون أن يقتلوهما، كما كان فيهم كذلك زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما، وكان مريضاً في حجر عمّته العقيلة السيدة زينب رضي الله تعالى عنها، وقد أراد الأعداء قتله، لولا أن انقذته عمّته بعد أن عرضت نفسها للقتل دونه[211].