الشرقي باب يوصل إلى الحجرة المباركة التي تحتوي على القبر الشريف، وبها تابوت من خشب الساج الهندي، ويحتوي التابوت على ثلاثة جوانب فقط; لأنّ التركيبة التي تحيط به كانت ملتصقة بالجدار الشرقي، ولمّا تصدّع بعض جدران الروضة الشريفة قامت وزارة الأوقاف سنة 1321 هـ بترميمها وإعادتها إلى حالتها الأولى، كما أُخرج التابوت الخشبي ورُمِّم وأُعيد إلى حالته الأولى، وهو محفوظ الآن بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة. وقد عنى حسن عبدالوهاب بدراسة وقراءة ما نقش عليه من النصوص القرآنية والإحاديث النبوية دراسةً مستفيضةً. ويبلغ طول التابوت 85/1 متر وعرضه 32/1 متر وارتفاعه 35/1 متر، وهو مكوَّن من جنب ورأسين، ومقسَّم إلى مستطيلات رأسية وأُفقية، يحيط بها أشرطة تحتوي على كتابات، بعضها بالخطّ الكوفي، والبعض الآخر بالخطّ النسخي الذي انتشر في مصر في العصر الأيوبي. أمّا زخارف هذه الحشوات فهي عبارة عن نقوش نباتية غاية في الروعة والإتقان، ويحيط بالحشوات السداسية شريط من الخطّ الكوفي به كلمات منها «الملك لله»، «وما توفيقي إلاّ بالله»، «ثقتي بالله»، «نصر من الله وفتح قريب»، «العزّة لله»، «وما بكم من نعمة فمن الله»...الخ. ويقول حسن عبدالوهاب: «إنّ هذا التابوت يشبه إلى حدٍّ كبير تابوت الإمام الشافعي، ممّا يدلّ على أنّه معاصر له، ولذلك فإنّه يرجَّح أنّهما صُنعا في عصر واحد، وبيد صانع واحد» وبما أنّ تابوت الإمام الشافعي مؤرَّخ سنة 574 هـ ، أي أنّه صنع صلاح الدين الأيوبي، لذلك يرجّح حسن عبدالوهاب أنّ تابوت الإمام الحسين صُنع بأمر صلاح الدين; ذلك لأنّه عنى عنايةً خاصةً بمشهد سيدنا الحسين، وأنشأ مدرسةً بجواره. * * *