وقالت أيضاً في الصفحة (38) ما نصَّه: «وقد أثنى أهل السنّة على جعفر، واعترفوا بفضله». فقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيميّة في كتاب «منهاج الصالحين» ج2 ص 123: «وجعفر الصادق (رضي الله عنه) من خيار أهل العلم والدين، وأخذ العلم عن أبيه، وجدّه إلى أمّه اُمّ فروة... إلى أن قال: وروى عنه يحيى بن سعيد، ومالك، والثوري، وابن عيينة...» إلى آخر كلامه. هذا وورد الإمام الزنجاني العدد السابع من هذه المجلة، وقد نشرت في الصفحة (46) مقالاً تحت عنوان: «جعفر بن محمد» بقلم: صالح بن محمد، جاء فيه: نحن الآن بصدد علم من أعلام الإسلام، وسيّد من سادات المسلمين، لم يكن أميراً ولا ملكاً، ولم يكن قائداً ولا خليفة، ولكنّه أسمى من ذلك وأجلَّ، إنَّه عالم من خيار علماء المسلمين، ونبعة من خيرة بني هاشم، إنَّه من سلالة آل بيت الرسول الذين نكنُّ لهم كلّ حبٍّ واحترام، والذين لا يحصل إيمان أحد إلاّ وقلبه عامر بحبِّ رسول الله وآله. فآل البيت عند أهل السنّة مكرمون محترمون، معروف لهم فضلهم وقربهم من الرسول، وحبّهم دين وصلاح، والترضّي عنهم مبدأ يسير المسلمون عليه. وصاحبنا من أفضل آل البيت، ولم يأت بعده أفضل ولا أتقى منه، فهو الإمام الذي اتّفق المسلمون ـ على اختلاف طوائفهم وتعدّد مذاهبهم ـ على إمامته وورعه وتقاه، وأثنوا عليه ومدحوه، وأحبُّوه لفضله وزهده وعلمه، وقرابته من الرسول. فهو شريف النسب أباً واُمّاً، فأبوه محمد الباقر، عالم آل البيت في عصره وسيّد بني هاشم، وجدّه علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فارس المهاجرين وأمير المؤمنين بعد الثلاثة، وأمّه اُمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. فنسبه أشرف نسب وأُرومته أكرم اُرومة، يحوطه الرسول وصدّيقه أفضل الأمّة وعلي ابن عمّ الرسول، وكان جعفر يعتزّ بنسبته إلى أبي بكر، ويقول: «ولدني أبو بكر مرَّتين» إلى أن قال: