في هذا الموقف بعض مواضع العناية، وشفّعناها بالمنطق الصريح، وعزّزناها بالأدلة الحسّية الصحيحة، حرصاً على إحاطة علمكم بأعماق الغرض الاستعماري وأسرار الحقيقة والواقع، عسى أن تؤوبوا إلى رشدكم، فتدركوا أنَّ إثارة الفتن، وإحداث الثورات الهائلة في فلسطين، لاتتجلّى إلاّ عن إتلاف النفوس والأموال على غير طائل لكم سوى تعزيز مقام المستعمر، وتوسيع نطاق استعماره، عسى أن تغيّروا ما بأنفسكم، وتسبتدلوا بهذه البلاد الفلسطينية قطراً آخر من أرض الله الواسعة، فتخلّصون بذلك أنفسكم من قيود الإسارة الاستعمارية، ومن عبودية المستعمرين، وتصبحون أحراراً، وتنالون بذلك عطف العالم أجمع، وعطف العرب والمسلمين خاصّة، وإلاّ أنا النذير بأنّ الخطر عليكم كبير، والتدارك عسير، ولا ينبئكم مثل خبير، فإنّ غداً لناظره قريب... فأفيقوا عن سباتكم (وَلاَ تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[48].[49]