العليا لاينخدعون بمثل هذا الكلام المخدّر، ولايقبلون أنَّ اليهود يمتّون إليهم بصلة جنسيّة أو قربى عنصرية. وقال أيضاً: إنّ قضية فلسطين العربية، ومشكلة اليهود الصهيونيين الغاصبين، ليست قضيّة مصالح، ولا قضيّة أواصر جنسية، وإنّما هي للعرب قضيّة حرية واستقلال ضدّ استعمار واستغلال، وقد تفضِّل الأُمة العربية أن تكون حرة مستقلّة راضية بالفقر على أن تملأ ديارها بالذهب والمال تحت يد الاستعمار والاستعباد، ومن المحال إقناع العرب بهذا التفاهم الذي اقترحتم، لأنّنا نعتقد أنّه لا خير في أموال اليهود، ولا في رجالهم، وليس من الممكن قبول اندماجهم في الحكومة العربية المستقلّة في فلسطين من كلّ الوجوه، ونحن لانرضى أبداً بكلّ حلّ للمشكلة على أساس أن يبقى فرد واحد من اليهود كشريك للعرب في فلسطين، أو في أقلّ جزء منها، وليس لكم ـ أيّها الصهيونيون ـ عند العرب إلاّ أن تخرجوا من فلسطين وتتركونها لأصحابها العرب. وأضاف: ولابدّ أن يأتي يوم تمسي فيه هذه المباني والمستعمرة مواطن للعرب أصحاب البلاد، ولابدّ أن يرجع الحقّ إلى أهله ومحلّه; لأنَّ فلسطين بلاد عربية، محاطة بعناصر عربية وإسلامية، فلا يمكن أن تنسلخ عن البلاد العربية المتاخمة لها مهما حاول المستعمر وأذنابه الصهيونيون فصلها عنها، وبالأخير ينتصر الحقّ والعدل على الباطل والظلم، فيرجع العرب أهل البلاد إلى مواطنهم، يهزجون أناشيد النصر، ورافعين علم العروبة على السواحل، موطّدين دعائم الوحدة العربية تمهيداً لتحقيق الوحدة الإسلامية بجلالها المجيد. واعلموا ـ أيّها الصهيونيون ـ أنَّ الأخطار الطارئة والصعوبات الهائلة التي أنذرناكم في هذا الموقف بويلاتها المترقّبة إن لم تتركوا فلسطين وإن كانت هي فوق أن تفي بيانها خطب كثيرة. ولكن مع ذلك قد ألقينا عليكم