فقال: إنَّه يقوم على توحيد الله في ذاته، وصفاته، ومعبوديته، وأفعاله، وأنّ الله جلَّ شأنه واجب الوجود بذاته ولذاته وفي ذاته. ومنزَّه عن الحلول، والتجسُّم، والتركيب، والنقائص. ومستجمع لجميع صفات الكمال من: العلم، والقدرة، والحياة، والإرادة، والعدل، ونحوها. وأنَّ صفاته الحقيقية عين ذاته. وهو الواحد الأحد، لا شريك له في الالوهية، والمعبودية، والفاعلية، والخلق وما سواه من العالم صنيعه. لا إله غيره، ولا حول، ولا وقوة إلاّ به، له الخلق والأمر، ولا مؤثّر في عالم الوجود غيره. ثم الإيمان المطلق بالنبيِّ محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنّه خاتم النبيّين، وسيّد الرسل، ومعصوم من الخطأ والخطيئة. وأنَّ الله أرسله بالقرآن الكريم. وهو الكتاب الموجود في أيدي المسلمين من دون تحريف أو زيادة أو نقصان. وأنَّ كلّ من اعتقد نبوّة بعد نبوّة محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) أو نزول وحي أو كتاب كافر. وأنَّ جميع الأنبياء الذين نصَّ عليهم القرآن الكريم رسل من الله، وعباد معصومون ابتعثهم الله لدعوة الخلق إلى الحقّ. وكذا الإيمان بما جاء في القرآن كلّه من أنَّ الله تعالى شأنه يُعيد الخلائق، ويُحيهم بعد موتهم يوم القيامة للحساب والجزاء، ولولا المعاد لما صحَّ التشريع، وأنَّ المعاد هو الشخص بعينه وجسده وروحه، وأنَّ الجنّة والنار، ونعيم البرزخ وعذابه، والميزان والصراط حقّ، والناس مجزَوْن بأعمالهم. وكذا الإيمان بالفرائض كلّها، وهي: الصلاة، والزكاة، والخمس، والصوم، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومودّة آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) التي هي أجر رسالته بنصّ القرآن الكريم[30]. ثم قال: وهذا هو الإسلام الذي نعتزُّ به. نعم تعتقد الشيعة الإمامية أنَّ الإمامة رئاسة في الدين والدنيا، ومنصب إلهي، وبما أنَّ الإسلام دين عامّ للبشر كافّة، وتعاليمه خالدة أبديّة أراد الله بقاءه إلى آخر الدنيا، فلابدَّ من إمام منصوب