العراق المفوّض في مصر، ومصطفى حقّي بك وكيل الحقّانية، وشوكت بك المستشار الملكي، وغيرهم من كبار العلماء، وأساتذة الجامعتين: المصرية والأزهرية. واستقبلهم جميعاً حضرة الدكتور عبدالحميد سعيد شيخ الشبّان، ومعه أعضاء مجلس إدارته. وبعد أن تناول (المحتفل به) المرطّبات والحلوى مع جمع من الكبراء، ثم انتقل إلى القاعة الكبرى للمحاضرات، فاستقبله الجمهور المحتشد فيها بعاصفة من التصفيق، ثم ارتقى المنصّة، فقدّمه صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبدالوهاب النجّار بكلمة طيبة، وقال: «إنّنا رجونا سماحة الإمام الزنجاني رسول الوحدة الإسلامية في أن يحاضر الشبّان المسلمين في هذه الليلة، فأجاب الرجاء، وإنّكم لتسمعون الليلة ما يملأ قلوبكم فرحاً لدلالته على وحدة الشعور والعاطفة الإسلامية بين أهل السنّة وأهل الشيعة، وبين مصر وكلّ جزء في العالم يسكنه مسلمون». وصعد المنصّة ـ بعد ذلك ـ سماحة الإمام الشيخ عبد الكريم الزنجاني، فألقى خطبةً جامعةً كانت من أروع ما شهدته مصر، وقد بدأها بالتدليل على أنَّ نظام الخلق ونظام المجتمع قاما على قاعدة الوحدة المتعاونة الأجزاء، والمفتقر بعضها إلى بعض، ونحى في هذا التدليل نحواً فلسفيّاً استقام فيه المنطق. وكان يرتكز في كلّ ناحية من البحث على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ولم يترك آيةً ولا حديثاً دون بيان وشرح، وتفسير في عبارات عربية بليغة. فأثار هذا إعجاب الحاضرين عامّة، وإعجاب الأزهريّين خاصّة. واستطرد سماحته في الخطاب إلى أنَّ بعض المؤلّفين في القاهرة أهدى إليه كتاباً قبل بضعة أيّام، فوجد أنَّ ما كُتب فيه لايتفّق مع الواقع فيما يختصّ بالكلام عن مذهب الشيعة الإمامية، وقال: إنَّه يرى أنَّ هذا المؤلِّف لم يُخطئ فيما قاله عن مذهب الشيعة الإمامية، إلاّ لأنَّه لايعرفه، أو لم يخصّص نفسه لدرسه. واستطرد سماحته من هذا إلى الكلام عن مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية،