نشاط الشيخ الزنجاني على الصعيد التقريبي لم يكتف الإمام المصلح الكبير آية الله الزنجاني (رحمه الله) بممارسة النشاط الحوزوي العلمي كأيّ عالم ربّاني آخر فحسب، بل قام بفعاليات أضفت على شخصيّته طابعاً مثيراً آخر، جعل منها رمزاً للوحدة بين المسلمين، ورايةً للتقريب والتحابب بين المذاهب والمدارس الإسلامية. ولعلّ من أبرزها: نشر دعوته الإصلاحية في عموم الأوساط الفكرية والثقافية، وتأسيس ثقافة التقريب بين طلبة العلوم الدينية، والتعاطي على أساسها في مضمار نشر رسالة الوحدة والسلام بين الشعوب، من خلال حضوره المكثّف والفاعل في المحافل الدولية، ونشاطاته التقريبية بين الأوساط العلمية والحوزوية لأهل السنّة. حيث قام برحلة شاقّة وطويلة، حافلة بالدروس والعِبَر، اجتاز خلالها الحدود والأقطار، فوطأ بعض الأقطار العربية، وزار العواصم الإسلامية، غير أنّه لم يدخل أيّاً منها إلاّ وترك بصماته الخالدة عليها، لمساعيه الدؤوبة في محاولة تعميق المودّة بين المذاهب الإسلامية، وإزالة الضباب المنتشر بينها. وتعدّ هذه الرحلة إحدى مشاعل التقريب بين أطراف المسلمين، بعدما نجح نجاحاً باهراً في تسجيل أرقاماً عاليةً ومدهشة في سجلّ الإسلام عامةً، والتشيّع خاصة، ما عجز عن إتيانه غيره من المصحلين. ومن أهم المحطّات التي سجّل فيها حضوره الكبير خلال رحلته الطويلة، نستعرض منها ما يلي: