المسلمين، لقول الله: (كتب عليكم القتال) [308]، فإن قامت بالجهاد طائفة من المسلمين وسع سائرهم التخلّف عنه، ما لم يحتج الذين يلون الجهاد إلى المدد، فإن احتاجوا لزم الجميع أن يمدّوهم حتّى يكتفوا، قال الله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافّة) [309]، فإن دهم أمر يحتاج فيه إلى جماعتهم نفروا كلّهم، قال الله: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) [310]».[311] (250) مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام): عن حفص بن سالم البصري، عن شيخ قد أدرك سبعة أو ستّة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حنين قال: «يا علي، إنّ الله قضى الجهاد على المؤمنين».[312] (251) تهذيب الأحكام: عن بشير، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قلت له: رأيت في المنام أنّي قلت لك: إنّ القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام، مثل: الميتة والدم ولحم الخنزير! فقلت: نعم، هو كذلك. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «هو كذلك، هو كذلك».[313] (252) الكافي: عن أبي عبد الرحمان السلمي، قال: قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): «أمّا بعد، فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فتحه الله لخاصّة أوليائه، وسوّغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها، والجهاد هو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنّته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلّ، وشمله البلاء، وفارق الرضا، وديث بالصغار والقماءة [314]، وضرب على قلبه بالإسداد، وأُديل الحقّ منه