حزنه عليه، حتّى اتّخذ من داره مسجداً يتعبّد فيه، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له: «يا عثمان، إنّ الله (تبارك وتعالى) لم يكتب علينا الرهبانية، إنّما رهبانية أُمّتي الجهاد في سبيل الله».[111] (66) مناقب آل أبي طالب: ابن عبّاس ومجاهد وقتادة في قوله: (يا أيّها الذين آمنوا لا تحرّموا طيّبات) [112] الآية أنّها نزلت في علي، وأبي ذرّ، وسلمان، والمقداد، وعثمان بن مظعون، وسالم. إنّهم اتّفقوا على أن يصوموا النهار، ويقوموا الليل، ولا يناموا على الفراش، ولا يأكلوا اللحم، ولا يقربوا النساء والطيب، ويلبسوا المسوح، ويرفضوا الدنيا، ويسيحوا في الأرض، وهمّ بعضهم أن يجب مذاكيره! فخطب النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «ما بال أقوام حرّموا النساء والطيب والنوم وشهوات الدنيا؟! أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ورهباناً فإنّه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتّخاذ الصوامع، وإنّ سياحة أُمّتي ورهبانيتهم الجهاد».[113] (67) عوالي اللئالي: روي في الحديث أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّ سياحة أُمّتي في الصوم، ورهبانيتها الجهاد ».[114] (68) الأمالي: قال أبو ذرّ (رضي الله عنه): دخلت يوماً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت وحدته... قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أحبّ إلى الله (عزّ وجلّ) ؟ قال: الإيمان بالله، ثمّ الجهاد في سبيله»... قلت: يا رسول الله، زدني. قال: «عليك بالجهاد، فإنّه رهبانية أُمّتي».[115]