الوليد في مائتي فارس ليستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكان يعارض رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجبال، فلمّا كان في بعض الطريق وحضر صلاة الظهر، أذّن بلال، وصلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس، فقال خالدبن الوليد: لو كنّا حملنا عليهم ـ وهم في الصلاة ـ لأصبناهم، فإنّهم لا يقطعون الصلاة، ولكن تحبئ لهم الآن صلاة أُخرى، هي أحبّ إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا فيها حملنا عليهم! فنزل جبرئيل بصلاة الخوف بهذه الآية: (وإذا كنت فيهم) الآية إلى قوله (ميلة واحدة) [1220] ففرّق رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه فرقتين، فوقف بعضهم تجاه العدوّ وقد أخذوا سلاحهم، وفرقة صلّوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائماً، ومرّوا فوقفوا مواقف أصحابهم، وجاء أُولئك الذين لم يصلّوا، فصلّى بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الركعة الثانية، ولهم الاولى، وقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقاموا أصحابه، فصلّوا هم الركعة الثانية، وسلّم عليهم.[1221]