الكريم; لما فيها من مظاهر القوّة لخطّه تعالى في الحياة، وما تحقّقه من إبراز لهيبة المؤمنين لإلقاء الرعب في قلوب الذين كفروا والمنافقين الذين لا يستسلمون لإرادة المؤمنين المرتبطين بالله (عزّ وجلّ) طوعاً. وآيات القرآن الكريم تتعرّض لقضية الجهاد مبثوثة في سوره بكثرة، والتي تبدأ بالحثّ عليها بكلّ الوسائل الممكنة وصولا إلى تحريم تركها والعقوبة على عدم العمل بها عندما تكون ظروف العمل الرسالي متوقّفة عليها. ومن نماذج آيات الجهاد قوله (عزّوجلّ): (يا أيّها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) [5] وقوله تعالى: (قاتلوهم يعذِّبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) [6]، وقوله تعالى: (وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الذين أُوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) [7]. ثمّ يبدأ الله سبحانه بالتحذير من ترك الجهاد الذي يعني الخوف من الموت والركون إلى الدنيا الفانية والالتصاق بها، حتّى يصل التحذير إلى حدِّ إبادة أُولئك الذين يمتنعون عنه واستبدالهم بقوم آخرين يعشقون الجهاد والموت في سبيل الله (عزّ وجلّ) كما في قوله تعالى: (إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضرّوه شيئاً والله على كلّ شيء قدير) [8] وقوله تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتّى