وتجعله بلاغاً للحاضر منّا والباد. اللّهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا سكنها، اللّهم أنزل علينا من السماء ماءً طهوراً تحيي به بلدةً ميتاً، واسقه ممّا خلقت أنعاماً وأُناسي كثيراً». قال: فما برحنا حتّى أقبل قزع([716]) من السحاب، فالتأم بعضه إلى بعض، ثم مطرت عليهم سبعة أيام([717]). عن طريق الإمامية: (613) مسلم الملائي قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: والله يا رسول الله، لقد أتيناك ومالنا بعير يئطّ، ولا غنم تغطّ... فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: إنّ هذا الأعرابي يشكو قلّة المطر وقحطاً شديداً، ثم قام يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، فكان فيما حمده به أن قال: «الحمد لله الذي علا في السماء فكان عالياً، وفي الأرض قريباً دانياً، أقرب إلينامن حبل الوريد». ورفع يديه إلى السماء وقال: «اللّهم اسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، غدقاً طبقاً، عاجلاً غير رايث، نافعاً غير ضارّ، تملأ به الضرع، وتنبت به الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها». فما ردّ يده إلى نحره حتّى أحدق السحاب بالمدينة... وجاء أهل البطاح يصيحون: يا رسول الله، الغرق الغرق، فقال رسول الله: «اللّهم حوالينا ولا علينا» فانجاب السحاب عن السماء([718]).