بالسمّ. قتل كلّ واحد منهم طاغوت زمانه وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحّة، لا كما تقوله الغُلاة والمُفوّضة (لعنهم الله). فإنّهم يقولون: إنّهم (عليهم السلام) لم يُقتلوا على الحقيقة، وإنّه شُبّه للناس أمرهم. وكذَبوا (عليهم غضب الله) فإنّه ما شُبّه أمر أحد من أنبياء الله وحججه (عليهم السلام) للناس إلاّ أمر عيسى بن مريم (عليه السلام) وحده; لأنّه رُفع من الأرض حيًّا، وقُبض روحه بين السماء والأرض، ثمّ رُفع إلى السماء ورُدّ عليه روحه. وذلك قول الله عزّ وجلّ: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)وقال الله عزّ وجلّ حكايةً لقول عيسى يوم القيامة: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ)[261] ويقول المتجاوزون للحدّ في أمر الأئمّة (عليهم السلام): إنّه إن جاز أن يُشبّه أمر عيسى للناس، فلم لا يجوز أن يُشبّه أمرهم أيضاً؟ والذي يجب أن يُقال لهم: إنّ عيسى (عليه السلام)هو مولودٌ من غير أب. فلِم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنّهم لا يجسرون على إظهار مذهبهم (لعنهم الله) في ذلك. ومتى جاز أن يكون جميع أنبياء الله ورسله وحججه بعد آدم (عليه السلام)مولودين من الآباء والأُمّهات، وكان عيسى من بينهم مولوداً من غير أب، جاز أن يُشبّه للناس أمره دون أمر غيره من الأنبياء والحجج (عليهم السلام)، كما جاز أن يُولَد من غير أب دونهم. وإنّما أراد الله عزّ وجلّ أن يجعل أمره (عليه السلام) آيةً وعلامةً ليُعلَم بذلك أنّه على كلّ شيء قديرٌ».[262] 192 ـ الإمام الحجّة بن الحسن (عليه السلام) ما ورد في دعائه في قنوته: «... وأدعوك بما دعاك به عيسى (عليه السلام) روحك، حين ناداك، فنجّيته من أعدائه، وإليك رفعته....».[263] 193 ـ حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إنّ عيسى (عليه السلام) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه، فاجتمعوا إليه عند المساء، وهم اثنا عشر رجلا; فأدخلهم بيتاً ثمّ خرج