روح الله وكلمته كان فينا فرفعه الله إليه. فكان مع كلّ طائفة منهم ناس كثير، فاجتمعت الكافرتان على المؤمنة، فقتلتها.[230] 168 ـ وعنه قال: لمّا فرغ عيسى من وصيّته، واستخلف شمعون، وقتلت اليهود يودا، وقالوا: هو عيسى، يقول الله: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)[231] (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَّفَعَهُ اللَّهُ إليه وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيًما)[232]. فأمّا اليهود والنصارى فيقولون: قد قتلوه، وأمّا الحواريون فعلموا أنّه لم يقتل، وأنكروا قول النصارى واليهود، وخلّص الله عيسى، وأنزل الله سحابة من السماء لاستقلال عيسى، فوضع عيسى السحابة فلزمته أُمّه وبكت، فقالت السحابة: دعيه، فإنّ الله يرفعه إلى السماء، ثمّ يشرف أهل الأرض عند أوان الساعة، ثمّ يهبط إلى الأرض، فيكون فيها ما شاء الله، ويبدّل الله به أهل الأرض أمناً وعدلاً. فسكتت عنه مريم تنظر إليه وتشير بإصبعها إليه. ثمّ ألقى إليها برداء، فقال: «هذا علامة ما بيني وبينك يوم القيامة». وقال ابن عبّاس: إنّ عيسى لمّا حمل على السحابة ودّع أُمّه والحواريين، ثمّ أصعدت به السحابة، فذهبت أُمّه لتتناول رجله، فقال: «لا تفعلي يا أُمّه». وألقى عمامته إلى شمعون، وأُمه تمسّ السحاب حتّى فاتها السحاب، وأخذ شمعون العمامة، فجعلها في عنقه، وهم ينظرون إلى عيسى، ويشيرون بأيديهم حتّى توارى عنهم.[233] 169 ـ مجاهد، قال: إنّ اليهود لمّا أرادوا عيسى وطلبوه ليقتلوه، فألجأوه إلى غار في الجبل معه أُمّه والحواريون، فعهد إليهم عهده، وقال: «إنّي مرفوع». وأُنزلت الغمامة حتّى حملت عيسى واليهود يحرسونه، فانصدع الجبل، فارتفعت السحابة