طبختموه غير مغسول; وليس يخرج شيء من الدنيا إلاّ بجنابة. فغسَلوا ـ بعد ذلك ـ لحومهم، فذهبت أمراضهم».[481] 396 ـ وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «مرّ أخي عيسى (عليه السلام) بمدينة، وإذا في ثمارها الدود. فشكَوا إليه ما بهم، فقال: دواء هذا معكم، وليس تعلمون! أنتم قومٌ إذا غرستم الأشجار صببتم التراب، ثمّ صببتم الماء; وليس هكذا يجب. بل ينبغي أن تصبّوا الماء في أصول الشجر، ثمّ تصبّوا التراب، لكيلا يقع فيه الدود. فاستأنَفوا كما وصف، فذهب ذلك عنهم».[482] 397 ـ علي (عليه السلام): أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «مرّ أخي عيسى (عليه السلام) بمدينة، وفيها رجلٌ وامرأةٌ يتصايحان. فقال: ما شأنكما؟ قال: يا نبي الله، هذه امرأتي، وليس بها بأسٌ، صالحةٌ; ولكنّي أُحبّ فراقها. قال: فأخبرني على كلّ حال ما شأنها؟ قال: هي خلِقة الوجه من غير كِبر. قال لها: يا امرأة، أتحبّين أن يعود ماء وجهك طريًّا؟ قالت: نعم. قال لها: إذا أكلت، فإيّاك أن تشبعي; لأنّ الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر، ذهب ماء الوجه. ففعلت ذلك، فعاد وجهها طريًّا».[483] 398 ـ طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «تمثّلت الدنيا لعيسى (عليه السلام) في صورة امرأة زرقاء. فقال لها: كم تزوّجت؟ قالت: كثيراً. قال: فكلٌّ طلّقك؟ قالت: كلاّ، بل قتلت. قال: فويح أزواجك الباقين! كيف لا يعتبرون بالماضين»؟![484] 399 ـ ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ عيسى مرّ بمدينة خربت عمرانها، وسقطت بنيانها; وقال لبعض حواريه: أتدري ما تقول هذه القرية؟ قال: لا. قال: إنّها تقول: إنّه جاء وعد ربّي الحقّ، فيبست أنهاري بعد غزارتها، وجفّت أشجاري بعد