قالوا: الدرّ. قال: «لا والله، حتّى يكون الدرّ والياقوت والحجارة عندكم سواء».[418] 334 ـ وعنه: أنّ عيسى بن مريم أصابه الحرّ وهو صائم حتّى اشتدّ به، فقالوا: يا روح الله وكلمته، لو بنينا لك بيتاً تسكنه، ويكنك من الحرّ والبرد. قال: «لا حاجة لي به». فألحّوا عليه، فأذن لهم، فبنوا عريشاً، فلمّا دخله فنظر إليه، قال: «سبحان الله! أعاديّ أنا؟ إنّما أردت بيتاً إذا جلست أصاب رأسي سقفه، وإذا اضطجعت أصاب جنبي حائطه، ولا حاجة لي بهذا». فلم يسكن بعدها ظلّ بيت حتّى رفع.[419] 335 ـ كعب: أنّ عيسى بن مريم كان يأكل الشعير، ويمشي على رجليه، ولايركب الدوابّ، ولايسكن البيوت، ولايصطبح بالسراج، ولايلبس الكراسف ـ يعني: القطن ـ ولم يمسّ النساء، ولم يمسّ الطيب، ولم يمزج شرابه بشيء قطّ، ولم يبرّده، ولم يدهن رأسه قطّ، ولم يقرب رأسه ولحيته غسول قطّ، ولم يجعل بين الأرض وبين جلده شيئاً قطّ إلاّ لباسه، ولم يهتم لغداء قطّ، ولا لعشاء قطّ، ولا اشتهى شيئاً من شهوات الدنيا، وكان يجالس الضعفاء والزمنى والمساكين، وكان إذا قرّب إليه الطعام على شيء وضعه على الأرض ولم يأكل مع الطعام أدماً قطّ، وكان يجتزئ من الدنيا بالقوت القليل، ويقول: «هذا لمن يموت ويحاسب عليه كثير».[420] 336 ـ الحسن، قال: بلغني أنّه قيل لعيسى بن مريم: تزوّج. قال: «وما أصنع بالتزويج؟»قالوا: تلد لك الأولاد. قال: «الأولاد إن عاشوا فتنوا، وإن ماتوا أحزنوا».[421] 337 ـ ثابت البناني، قال: قيل لعيسى: لو اتّخذت حماراً تركبه، فقال: «أنا أكرم على الله من أن يجعل لي شيئاً يشغلني به».[422]