301 ـ عيسى (عليه السلام) أنّ الناس سألوه على وجه التعنّت، فقالوا له: اخلق لنا خفّاشاً، واجعل فيه روحاً، إن كنت من الصادقين. فأخذ طيناً وجعل خُفّاشاً ونفخ فيه، فإذا هو يطير بين السماء والأرض. وكان تسوية الطين والنفخ من عيسى (عليه السلام)، والخلق من الله تعالى. ويُقال: إنّما طلبوا منه خلق خفّاش; لانّه أعجب من سائر الخلق».[385] 302 ـ أبان بن تغلب، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام): هل كان عيسى بن مريم أحيا أحداً بعد موته، حتّى كان له أكلٌ ورزقٌ ومدّةٌ وولدٌ؟ قال: فقال: «نعم، إنّه كان له صديقٌ مؤاخ له في الله، وكان عيسى يمرّ به، فينزل عليه. وإنّ عيسى (عليه السلام) غاب عنه حيناً، ثمّ مرّ به ليسلّم عليه; فخرجت إليه أمّه، فسألها عنه، فقالت أمّه: مات، يا رسول الله! فقال لها: أتحبّين أن تريه؟ قالت: نعم. قال لها: إذا كان غداً، أتيتك حتّى أُحييه لك بإذن الله. فلمّا كان من الغد أتاها. فقال لها: انطلقي معي إلى قبره. فانطلقا، حتّى أتيا قبره. فوقف عيسى (عليه السلام)، ثمّ دعا الله، فانفرج القبر وخرج ابنها حيًّا. فلمّا رأته أمّه ورآها بكيا. فرحمهما عيسى (عليه السلام)، فقال له: أتحبّ أن تبقى مع أُمّك في الدنيا؟ قال: يا رسول الله، بأكل وبرزق ومدّة، أو بغير مدّة ولا رزق ولا أكل؟ فقال له عيسى (عليه السلام): بل برزق وأكل ومدّة; تعمر عشرين سنةً وتزوّج ويُولد لك. قال: فنعم. إذاً». قال: «فدفعه عيسى إلى أُمّه، فعاش عشرين سنةً وتزوّج ووُلد له».[386] 303 ـ عيسى (عليه السلام): أنّه مرّ على رجل أعمى مجذوم مبروص مفلوج، فسمع منه يشكر ويقول: الحمد لله الذي عافاني من بلاء ابتلى به أكثر الخلق. فقال (عليه السلام): «ما بقي من بلاء لم يُصبك»؟ قال: عافاني من بلاء هو أعظم البلايا، وهو الكفر. فمسّه (عليه السلام)، فشفاه الله من تلك الأمراض، وحسن وجهه. فصاحبه، وهو يعبد معه.[387] 304 ـ عيسى (عليه السلام) أنّه مرّ برجل أعمى أبرص مُقعد مضروب الجنبين بالفالج، وقد