البحر، قال: بسم الله، بصحّة يقين منه. فمشى على ظهر الماء. فقال الرجل القصير حين نظر إلى عيسى (عليه السلام) جازه: بسم الله بصحّة يقين منه. فمشى على الماء ولحق بعيسى (عليه السلام); فدخله العجب بنفسه، فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء، وأنا أمشي على الماء! فما فضله عليّ؟ قال: فَرُمِسَ في الماء، فاستغاث بعيسى، فتناوله من الماء، فأخرجه. ثمّ قال له: ما قلت يا قصير؟ قال: قلت: هذا روح الله يمشي على الماء، وأنا أمشي على الماء! فدخلني من ذلك عجبٌ. فقال له عيسى: لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله فيه; فمقتك الله على ما قلت. فتُب إلى الله عزّ وجلّ، ممّا قلت. قال: فتاب الرجل وعاد إلى مرتبته التي وضعه الله فيها. فاتّقوا الله ولا يحسدنّ بعضكم بعضاً».[381] 298 ـ أبو يعقوب البغداديّ، قال: قال ابن السكّيت لأبي الحسن (عليه السلام): لماذا بعث الله موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر، وبعث عيسى بآلة الطبّ، وبعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء) بالكلام والخطب؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): «إنّ الله لمّا بعث موسى (عليه السلام)، كان الغالب على أهل عصره السحر; فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله بعث عيسى (عليه السلام) في وقت قد ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطبّ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص باذن الله، وأثبت به الحجّة عليهم. وإنّ الله بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم)في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام ـ وأظنّه قال: الشعر ـ فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجّة عليهم». قال: فقال ابن السكّيت: تالله ما رأيت مثلك قطّ....[382]