فصعد المنبر، فقال: «أيّها الناس، أيّ أهل الأرض تعلمون أكرم على الله عزّ وجلّ؟» فقالوا: أنت، فقال: «إنّ العبّاس منّي وأنا منه، لاتسبّوا موتانا فتؤذوا أحياءنا»، فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك، استغفر لنا[67]. 3612 ـ عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب: أنّ العبّاس بن عبدالمطلب دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مغضباً وأنا عنده، فقال: «ما أغضبك؟» قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك؟ قال: فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى احمرّ جهه، ثمَّ قال: «والذي نفسي بيده، لايدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبّكم لله ولرسوله»، ثمَّ قال: «يا أيّها الناس، من آذى عمّي فقد آذاني، فإنّما عمُّ الرجل صنو أبيه[68]»[69]. 3613 ـ عمرو بن شاس الأسلمي ـ وكان من أصحاب الحديبية ـ قال: خرجت مع عليّ: إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك حتّى وجدت في نفسي عليه[70]، فلمّا قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد حتّى سمع بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسٌ في ناس من أصحابه، فلمّا رآني أبدّني[71]عينيه، يقول: حدّد إليّ النظر، حتّى إذا جلست قال: «يا عمرو، والله لقد آذيتني». قلت: أعوذ بالله من أن أوذيك يا رسول الله، قال: «بلى، من آذى عليّاً فقد آذاني»[72]. 3614 ـ أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحدٌ، ولقد أُخفت في الله وما يخاف أحدٌ»[73].