يعدّ المعلّم الأول للفضائل السامية ومكارم الأخلاق، فحاول الصحابة تجسيدها بأروع صورها حتّى صاروا مثالاً يحتذي به معلّمو أخلاق الأُمم الأخرى. وكان أهل البيت(عليهم السلام) من أبرز من جسّد هذه الفضائل على أتمّها، وارتقى سلّم المكارم إلى أقصى درجاته، فأضحوا قدوةً للمعلّمين والمربّين بعدما ضربوا أروع المثل في هذا المجال. وقد خلّف النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) آثاراً قيّمة، وروائع خلاّقة من الحكم، والكلمات القصار، والأقوال الكريمة في الفضيلة والخُلق الكريم، أثارت دهشة المختصّين الذين عكفوا على دراستها وحفظها ككنوز من المعارف والقيم، والأمثال والحقائق التي تبدّد ظلام المبطلين. ومن تناولها وجد فيها من الشمولية ما تستوعب كلّ إنسان في نفسه وما حواليه من أشياء وعلاقات ومعاملات، فأثرت له أشبه ما يكون منهاجاً في حياته وهو يخوض غمار الصراع مع الطبيعة من أجل تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله. وقد قام علماء المسلمين بجمع هذه الآثار وإعدادها بشكل كتب وموسوعات، وصنّفوها طبق موضوعاتها تارةً، ووفق حروف الهجاء أخرى ليسهل تناولها عند الرجوع إليها. لكن حجّة الإسلام الشيخ علي المختاري ـ وهو أحد المهتمّين في هذا الحقل ـ قد وجد أنّ هناك مساحة تقريبية واسعة من هذه الأحاديث والأخبار يمكن أن تشكّل منعطفاً مهمّاً يعين الدعاة والمصلحين في مسيرتهم نحو دعم الوحدة والأُلفة بين طوائف ومذاهب المسلمين، فقام بإعداد مجموعة من الأحاديث المشتركة عند الفريقين: الشيعة والسنّة ليدلّل على أنّ ثمة مشتركات كثيرة بين هذين الفريقين العظيمين، وعلى أكثر من صعيد واحد، يمكن أن تشير إلى مدى تقارب وجهات النظر بينهما إلى درجة تثير الدهشة. وقد وجد المركز العلمي التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية من هذه المجموعة القيّمة ما يملء الفراغ في سلسلة نشاطاته وإصداراته، و حاجةً أساسيةً يسدّ